سلاح كلوب يهدد عنق جوارديولا


يستلهم يورجن كلوب، مدرب ليفربول، ثقته في قدراته التدريبية، من علاقته القوية التي يبنيها مع لاعبيه، وقبل مباراة القمة المنتظرة أمام مانشستر سيتي مساء غدٍ الخميس في الجولة الـ21 من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، يتطلع المدرب الألماني لاستثمار هذا السلاح المهم الذي ربما يفتقده خصمه.

وفور انتهاء مباريات ليفربول، ينطلق كلوب بحثا عن لاعبيه ليعانقهم بابتسامة عريضة، ما هي إلا دليل على رغبته في بناء جسور من الثقة معهم، حتى وإن كان بعض اللاعبين يلعبون دورا بسيطا خلال انتصارات.

يعمل كلوب دائما على الحديث عن لاعبيه والإشادة بهم، ويتجنب انتقادهم أمام وسائل الإعلام، ويحرص على ألا يكون في الفريق من هو مستاء أو يشعر بالظلم.

ويعد آدم لالانا خير مثال على العلاقة القوية التي تربط كلوب بلاعبيه، فقد ابتعد الدولي الإنجليزي عن صفوف فريقه لفترات طويلة على مدار الموسمين الأخيرين بسبب الإصابة، وفي تلك الآونة، تعاقد ليفربول مع مجموعة من اللاعبين الجدد، وبدأت نتائج الفريق تستقر وطريقة اللعب تتضح أكثر فأكثر.

وعندما عاد لالانا الذي كان حتى تعرضه لإصابات من أكثر اللاعبين المحببين على قلب كلوب، عمل الأخير على إشراكه ولو لدقائق قليلة خلال المباريات.


يعلم لالانا جيدا أن اقتحامه التشكيلة الأساسية مجددا أمر في بالغ الصعوبة، لكنه سعيد بالحصول على هذه الدقائق القليلة، لأنها دليل على أن كلوب يرغب في مساعدته على استعادة أفضل مستوياته.

كما أننا لم نر شيردان شاكيري ممتعضا من جلوسه على مقاعد البدلاء منذ بداية الموسم، وهو الآن لاعب أساسي، ورغم تألق فابينيو في المباريات الأخيرة، فإن كلوب لا يرغب في تقليص دور القائد جوردان هندرسون، كما أنه يضع ثقته الكاملة في لاعبين مخضرمين مثل جيمس ميلنر، وشباب مثل ترنت ألكسندر أرنولد.
لكن في النهاية لن يستطيع كلوب الفوز برضا الجميع، وهناك قلائل لا يشعرون بالسعادة في ليفربول مثل ألبرتو مورينو وسيمون مينيوليه وديفوك أوريجي.

وفي الناحية المقابلة، قد تبدو علاقة مدرب مانشستر سيتي جوسيب جوارديولا بلاعبيه جيدة، لكن المتابع جيدا لما يحدث مع بطل الدوري الإنجليزي الممتاز، يعلم أن الأجواء ليست صحية بالكامل كما يعتقد البعض.

أبرز دليل على ذلك، الكيفية التي يتعامل بها جوارديولا مع نجم الفريق سيرجيو أجويرو، فكل المؤشرات تقود إلى حقيقة واحدة مفادها أن "بيب" غير مقتنع بالنجم الأرجنتيني، وهو ما دفعه لشراء جابرييل جيسوس قبل عامين.


الأخير كانت بدايته جيدة مع السيتي، لكن التفوق على أجويرو منطقيا أمر صعب، وواظب جوارديولا على المداورة بين اللاعبين من أجل منح الشاب البرازيلي فرصة التفوق على منافسه الأكثر خبرة، لكن هذه الخطة لم تنجح.

وقدم جيسوس مباريات سيئة هذا الموسم، فكان بديهيا أن يجلس على مقاعد البدلاء، وما إن تمكن من تسجيل هدفين في مباراة واحدة، حتى عاد للتشكيلة الأساسية على حساب لاعب أتلتيكو مدريد السابق في المباراة التالية، وهو أمر لم يدم طويلا.

جوارديولا لا يعرف صديقا على أرض الملعب، ففي الموسم الماضي كان المدافع الأرجنتيني نيكولاس أوتاميندي من لاعبيه المفضلين، قبل أن يطيح به خارج التشكيل الأساسي هذا الموسم، كما أنه أبعد الألماني ليروي ساني بشكل غير مبرر "فنيا" في بداية الموسم، دون تقديم مبررات واضحة، وهو الآن غير مكترث بالاستياء الذي يبديه البرازيلي دانيلو على الدكة.

جوارديولا حريص على معانقة لاعبيه مثل كلوب، لكنه أحيانا ينسى نفسه ويبدأ في توبيخهم أمام الكاميرات، ما يجعله عرضة للانتقاد، ويحوله إلى الطرف الشرير في مواجهته مع خصمه الألماني الذي طالما صنع له المشاكل منذ أيامهما في الملاعب الألمانية.

ليست هناك تعليقات